جزء من يوميات العودة

         لطالما كانت وحشة غياب الأهل والأصدقاء هي المعاناة الأبرز وأحيانًا الأوحد بالنسبة لي وربما لكل مهجّر ومغتربٍ، منذ عودتي أحاول تعويض ذلك بقضاء أطوّل وقت ممكن معهم مبتعدًا عن ملهيات الهاتف قدر الإمكان، أتعرف من جديد على من غيرته تصاريف الحياة، أتحسس بحذر مشاعر أولئك الذين فقدوا أحبائهم وأقربائهم وما مدى تأثير الفقد عليهم، أحس بطعم المر في فمي كلما عرفت ان الهوة اتسعت بيني وبين بعض الاصدقاء الأعزاء منهم، أتعرف على أولادهم وعلى من كبر ونضج من صغار العائلة، هم بدورهم يتعرفون عليّ، يسألونني عن تفاصيل عشتها بعيدًا عنهم، يختبرني بعضهم بحجم التغييرات التي أحدثها المهجر فيّ، أصارح أولئك الذين أعرف سعة تقبلهم وأخفيها عن الذين يزعجهم اتساع الفجوة بيننا.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مواطن لأول مرة في حياتي !

ذكريات جمعتها العكازات.

العودة