استعادة جزء من الذكريات
استعادة جزء من الذكريات بعدما قل عدد الاشخاص الذين يأتون للسلام والتحمد بالسلامة، أصبح لدي متسع من الوقت لأتعرف على شوارع منطقتي السكنية من جديد، و لعلّي ألتقي بأناس غيبها المهجر عني . أواخر نوفمبر / تشرين الثاني، كان الجو يميل إلى البرودة، مشيًا على الأقدام، بين البيوت المهترئة التي تشعر بأنها ستنهار في أيّ لحظة وأنت تمر بجوارها، ازداد الصفيح فيها حتى أصبحتُ أرى في البياض قسوة . لا مهرب من سطوة تكرار البياض الذي حوّل المنازل إلى ما يشبه مصانع الصفيح . شعرتُ فجأةً بلسعة برد جلبها حنيني إلى هذه البيوت، التي أحن إليها أكثر من المنازل القرميدية في بريطانيا . لففتُ ذراعيّ حول بطني و واصلتُ المشي . أُغلقت بعض أبواب الدواوين، لكن ما زال العديد منها مفتوحًا، رغم كل الظروف الصعبة التي يعيشها الناس . الكرم هنا يصارع قيود الواقع، وأحيانًا المستحيل . وإذا أردتُ أن أصف الجيران أو معظم سكان المنطقة ببضعة كلمات : الفقر أكثر ما يميّز الجميع لكن لدى الجميع كبرياء يط...